انتهاء أعمال اليوم الأول للمنتدى الدولي عن معاهدة لوزان

انتهت أعمال اليوم الأول للمنتدى الدولي لمركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية بالتوصل الى أن القانون الدولي لم يقم بحماية الكرد وأن النهج المتبع كردياً يمكنه إيصاله لمستويات أعلى للحصول على مكتسبات جديدة.

اختتمت أعمال اليوم الأول للمنتدى الدولي لمركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية الذي انطلقت أعماله منذ ساعات الصباح تحت عنوان "لوزان: تصحيح المسارات وقضايا الاستقرار والأمن الإقليمي".

أديرت الجلسة الثالثة والأخيرة من اليوم الأول للمنتدى الدولي من قبل المحاضرة في جامعة روج آفا صوركول عبدالسلام  والتي رحبت بالمحاضرين وأكدت أن العبودية انتهجت ضد الشعب الكردي وضد جغرافيته بشكل عام وتوسعت على مدار التاريخ أكثر وأكثر من قبل القوى المهيمنة والمحتلة  لكردستان".

وألقي المحور الأول من قبل مدير مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية منذر شيار، والذي تطرق إلى اتفاقية لوزان والسياسات التي انتهجتها الدول التي احتلت كردستان والنزعة القومية – التهجير القسري.

وأشار منذر خلال محوره إلى السياسات التي انتهجتها الدول التي احتلت كردستان وأشار :" إن هذه السياسات لم تنشأ من تلقاء نفسها فهي حيكت ضد شعب ذي تاريخ عريق وتعرضت ثقافته للاضطهاد، فانتهجت أربع دول في أجزاء كردستان الأربعة سياسات معينة قذرة،  فقد اتبعت هذه الدول أساليب عدة ضد هذا المكون وعلى مدار مئة عام، وأرادت محو هذا المكون عن الوجود وخاصة الدولة التركية التي تعد من أقذر الدول سياسة ضد الكرد".

موضحاً: "عندما ننظر إلى التاريخ يتضح أن هذه القوى نسقت فيما بينها لتصفية الكرد وهذا يدل على اشتراكها فيما بينها لعدم حصول الكرد على حقوقهم مستفيدة من تجارب الدول التي سبقتها في تصفية الكرد، حيث استمدت هذه الدول قوتها من خلال معاهدة لوزان وهي أعطتها الدستور للاستمرار في نهجها القذر وبهذا تأسست الدول على أسس الفكر القومي".

ولفت شيار إلى سياسات التهجير التي اتبعتها تركيا بحق الكرد وأشار:" إن العديد من الكرد لا يتكلمون لغتهم فسياسة التغيير الديمغرافي بدأت في غرب كردستان فقاموا بتهجير الكرد من منازلهم وفرض اللغة التركية على الكرد بالإضافة إلى إهمال المناطق الكردية من الناحية الاقتصادية والبلديات والاهتمام بالمنطقة التركية وتطبيق سياسة تتريك الكرد، فهده السياسات منذ البداية بدأت في تركيا قبل الدول الأخرى وهناك لعبت تركيا دوراً مهماً وهي من قامت بالتغيير الديمغرافي.

سيامند معيني: القانون الدولي لم يحمِ الكرد

ومن جانبه تحدت الرئيس المشترك لحزب الحياة الحرة الكردستاني سيامند معيني في محوره عن وضع الحركات الكردية في النصف الثاني من القرن العشرين، وقال: "اتفاقية لوزان هي إبادة القوميات الأخرى والاعتراف بالقوميات الأخرى واتفاقية لوزان أكدت بان الترك وحدهم كمسلمين وغير مسلمين  لهم حقوق، فعمل مصطفى كمال أتاتورك على إنكار هوية القوميات الأخرى  ورسمت ملامح مئة عام للمنطقة والآن تستمر تركيا في هذه السياسة، فتركيا ارتكبت المجازر في عفرين وفي قنديل فهي تتبع النهج نفسه".

مضيفاً: "إن القانون الدولي لم يحمِ الكرد ونحن اليوم نطالب بهذه الحقوق، و بما أن اتفاقية لوزان كانت اتفاقية دولية واتبتعها عدة تجاوزات بحق الكرد، ولكن إلى الآن هناك صمت دولي حيال هذه الخروقات، فبعد معاهدة لوزان ظهرت عدة انتفاضات ولكن الجميع يتغاضى عن مطالب الكرد ويرون القضية الكردية قضية غير مهمة".

وأشار معيني إلى أن الدولة التركية في كل قراراتها والخطوات التي تخطوها تحاول ارتكاب مجازر إبادة لإنهاء وجود الكرد في المنطقة، ولسد الطريق أمام هذه المعاهدة وجميع المعاهدات المشابهة يجب أن نرتقي بنضالنا إلى القمة لذلك يجب على كل القوى التي تدعو إلى الحرية أن تتوحد و أن يتم إنشاء جميعة مشتركة وموحدة بين جميع أجزاء كردستان لنتمكن من التصدي لمعاهدة لوزان فهذا هو السبيل الوحيد لذلك".

وشدد معيني على ضرورة عقد مؤتمر كردستاني يحمي جميع القوى الكردية ويخدم المصلحة الكردية، كما يتطلب من الأحزاب الكردية توحيد النضال في أجزاء كردستان من أجل ذلك.

ومن جهته تحدث المحاضر في جامعة روج آفا سيبان إسماعيل عن "معاهدة لوزان وتأثيراتها سياسياً، اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً على الشعب الكردي"، وقال:" كان لاتفاقية لوزان التي قسمت كردستان إلى أربعة أجزاء تأثيرات سلبية على المنطقة من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية"، وما يتم ممارسته وتطبيقه حالياً يجعل المسألة الكردية شائكة".

وبيّن إسماعيل، في كلمته التي ألقاها خلال المحور الثالث، أن الجميع متفق على أن الكرد لم يعودوا كما كانوا مسلوبي القوة والإرادة، فهم يملكون الآن قوة ومؤسسة سياسية قوية، بالإضافة إلى ذلك لديهم مشاريع ديمقراطية يمكن من خلالها حل المشاكل العالقة في المنطقة.

ولفت إسماعيل، إلى أن ما يمكن استخلاصه من كافة المداخلات والواقع الذي نمر به، أن الحروب لا يمكن أن تكون حلاً للقضايا العالقة وخاصة الكردية منها، وقال: "للحروب نتائج سلبية كثيرة على الواقع الذي نعيشه، والنهج المتبع كردياً يستطيع إيصاله لمستويات أعلى للحصول على مكتسبات جديدة".

وقال إسماعيل في ختام كلمته: "من هنا ومن خلال هذا المنتدى نؤكد أنه بالسلام وحده يمكن دفع المشاريع الديمقراطية وسد الطريق أمام كافة العوائق التي تلاحق الكرد وقضيتهم العادلة".

 واختتمت أعمال اليوم الأول من المنتدى الدولي ومن المقرر أن تستمر أعماله يوم غد بمناقشة الجلسات الأخرى المهيأة للمنتدى.